المساهمات : 336 تاريخ التسجيل : 23/06/2011 العمر : 51
موضوع: الـــقـــلـــم الأربعاء يونيو 29, 2011 8:41 pm
]size=18]السلام عليكم لقد أنعم الله - جل وعلا - علينا بنعم كثيرة منها معرفة الكتابة بالقلم يقول سبحانه ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ))(سورة العلق 1-5)
وأستشعر أخي المسلم عظمة القلم بإقسام الله - تعالى - به في قوله ( ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ )) (سورة القلم 1) والإقسام من الله - تعالى - لا يتبع إلا بشريف ما أبدع وكريم ما صنع ، ومن ذلكم القلم الذي هو آلة الكتابة. [/size]
القلم هو خطيب الناس وفصيحهم وواعظهم وطبيبهم .. بالأقلام تدار الأقاليم وتساس الممالك .. القلم هو نظام الأفهام وبريد اللسان الصامت .. والكتابة بالقلم شرف ورفعة للمرء وبضاعة رابحة .. هي للمتعلم بمنزلة السلطان وإنسان عينه ، بل عين إنسانه .. بالقلم تخلد العلوم وتثبت الحقوق .. ولولا الكتابة لانقطعت أخبار بعض الأمم واندثرت السنن ، ورحم الله سعيد بن العاص - رضي الله عنه - حين قال : " من لم يكتب فيمينه يسرى " ، ولقد أحسن معن بن زائدة حيث قال : " إذا لم تكتب اليد فهي رجل " .
والقلم الذي ينبغي أن تكتب به قلم يكتب من أجل رضا الله واستشعار لمسؤولية القلم والمحاسبة عليه أمام الله، وله مع ذلك غيرة نابتة من حب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - والنصح لكل مسلم ....... وفي نظرة عاجلة لواقعنا فإن القلم في هذا الزمان قد فشى فشوا كبيرا لم يكن كسابق الأزمان ، وقد اتسع نطاقه ليبلغ القاصي والداني كما قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - : " إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة وفشو التجارة .. و... وكتمان شهادة الحق وظهور القلم " رواه الإمام أحمد في مسنده .
وإن مما لا شك فيه أن الشيء إذا ذاع ذيوعا واسعا كثر مدعوه وقل آخذوه بحقه ؛ فيكثر حينئذ الخطأ ويعم الزلل ؛ فيبرز ذلكم عري بعض الأقلام عن الأدب والوقار.. فلا ترعى حرمة ولا ضميرا وتخدش الحياء وتهاجم الفضيلة وتعلي من شأن الرذيلة ولا تحسن رقما إلا تزيين المعاصي ولا تزن عاطفة لأحد في نقاش ؛ فتثور بسببها خواطر النفوس وتبعث الأضغان وتكشف الأستار ويشتد اللغط والغلط ناهيكم عن الكذب والافتراء والتصريح بالعورات الحسية والمعنوية فيزداد خطره ويستفحل شره .. ونسي صاحب القلم قول الله : ((وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ))(سورة الإنفطار 12) .
إن المسلمين بعامة لفي حاجة ماسة إلى القلم الصادق، إلى القلم الأمين، إلى القلم الصافي من الدخل، إلى القلم الملهم الذي يأخذ بلب قارئه صدقاً ونصحاً وصفاءً، ينشر الحق ويحي السنة ويميت البدع ويـدل الناس إلى ما فيه خير دينهم ودنياهم.
إن القلم أمانة وحمل الأمانة ثقيل يقال ذلك لأن أقلاما في عالم اليوم ليس همها إلا الهوى والتدليس، والتلبيس والتهويش والتشويش، ولربما زاد ونقص وأتهم وزور وغش وخدع ، فكان كمن وصفهم الله بقوله .. ((تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا)) ... (سورة الأنعام 91) وإذا كان الناس سيكبون على وجوههم في النار بسبب حصائد ألسنتهم، مع أن اللسان يفنى وينقطع حديثه، فما ظنكم بالقلم الذي يطول تسطيره، ويبقى حياً وإن مات صاحبه قلمان لو تعرفهما لعرفت نوع مدادي قلم الرزين وعكسه قلم السفيه الصادي فاختر لنفسك واحدا ينجيك يوم معاد بتصرف يسير من خطبة للشيخ سعود الشريم -وفقه الله-